الاحساء - زهير بن جمعه الغزال أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
يرصد بسماء السعودية والوطن العربي بعد غروب شمس اليوم السبت 23 يناير 2021 وبداية الليل وقوع القمر الأحدب المتزايد بين عنقود الثريا و عنقود القلائص في انتظام سماوي جميل.
الثريا لن تكون مشاهده بالعين المجردة من داخل المدن بسبب التلوث الضوئي وضوء القمر الذي يطمس الأضواء الطبيعية في السماء ولكن يمكن رؤيتها بسهولة عبر المنظار حيث يبدو هذا العنقود النجمي مثل نجوم الدب الأصغر إلا انه ضبابي المظهر وبالنسبة لنا في النصف الشمالي من الكرة الارضية فإن عنقود الثريا مرتبط بفصل الشتاء برغم ذلك سيظل يرصد في سماء المساء من الآن وحتى أبريل المقبل.
عنقود القلائص ليس بدرجة لمعان وكثافة عنقود الثريا، وهو يُشاهَد بالعين المجردة اذا كانت السماء مظلمة، وباستثناء مجموعة الدب الأكبر فإن القلائص هي أقرب عنقود نجمي إلى الأرض ، على مسافة 150 سنة ضوئية، ومن السهل جدًا تمييز هذا العنقود في سماء الليل لأنها ذات شكل مميز يشبة الحرف (V) الذي يمثل وجه الثور في كوكبة الثور في حين يمثل نجم الدبران عين الثور الحمراء.
من السهل العثور على عنقود القلائص باستخدام حزام نجوم الجوزاء ، وهو خط من ثلاثة نجوم زرقاء وبيضاء في كوكبة الجبار، فعند رسم خطًا باتجاه الغرب من خلال نجوم الحزام ، عندها تصل إلى النجم الأحمر اللامع الدبران.
على الرغم من أن الدبران ليس جزءا من عنقود النجمي القلائص، فإن هذا النجم اللامع يستخدم كدليل لتحديد هذا العنقود، في الواقع يبعد الدبران حوالي 65 سنة ضوئية فقط في حين ان عنقود القلائص أبعد بمرتين ونصف ونحن نراها قرب بعضها لانها تقع في نفس خط الرؤية من الأرض.
يمكن رؤية عشرات أو أكثر من نجوم القلائص بالعين المجردة من الأماكن المظلمة ، ولكن يمكن رؤية العشرات من نجوم العنقود من خلال مناظير أو التلسكوبات ذات القوة المنخفضة في سماء المساء.
ان كوكبة الثور هي موطن هذين العنقودين الا ان عنقود الثريا أبعد من القلائص على مسافة 430 سنة ضوئية.
لقد وجد علماء الفلك أن الثريا تتكون من نجوم ساخنه زرقاء وبيضاء يافعة ، مما يضع عمر العنقود بحوالي 100 مليون سنة، في المقابل ، يشير وجود العملاق الأحمر الأكثر برودة والنجوم القزمة البيضاء في القلائص إلى عنقود أقدم بكثير عمره أكثر من 600 مليون سنة.
إن واحدة من الافكار المثيرة للاهتمام هو جود صلة بين عنقود القلائص وعنقود نجوم خلية النحل في كوكبة السرطان على الرغم من أن هاتين المجموعتين النجميتين منفصلتان عن بعضهما البعض بمئات السنين الضوئية، إلا أنهما متماثلان في العمر ويسيران في اتجاه مماثل في الفضاء، وهذا يقود إلى الإعتقاد بأن هذه المجموعات النجمية ربما نشأت من نفس السديم الغازي منذ حوالي 700 إلى 800 مليون سنة.
خلال ساعات الليل يتجه القمر والثريا والقلائص نحو الغرب عبر السماء وذلك نتيجة لدوران الارض حول محورها ولكن الحركة الحقيقية للقمر هي باتجاه الشرق ويمكن تحديد ذلك بموقع القمر بالنسبة للدبران هذه الليلة ورصد موقعه يوم غدا الأحد حيث سيلاحظ ان القمر اصبح إلى يسار الدبران مقارنه بمساء اليوم.
ملاحظة : عنقود الثريا و القلائص لن تكون ساطعة للعين المجردة من داخل المدن بالشكل الذي في الصورة ولكن تم ابرازها لتوضيح موقعها بالنسبة للقمر فقط .