إعلاميون متميزون - عبدالرحمن البرقاوي - مكة المكرمة شاركت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في ورشة عمل " تنظيم وتسهيل الصلاة في الروضة وزيارة القبر الشريف " والتي ينظمها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة , وتطرق من خلاله فضيلة وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي سعادة الدكتور علي بن سليمان العبيد إلى جهود وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي في تنظيم زيارة الروضة الشريفة والقبر الشريف.
وأوضح سعادته أنهُ منذ أن بنى الرسول صلى الله عليه وسلم مسجده الشريف ، والروضة هي الروضة والمواجهة هي المواجهة وعلى مدار الزمن إلى عصرنا الحاضر الرغبة في المكان هي الرغبة ولله الحمد والفضل ولكن الأعداد ليست الأعداد ، الكل يرغب في الصلاة فيه ، ويقرأ القرآن بأروقته ، ويذكر الله في جنباته ، وحتى من يريد السلام على الرسول الكريم يرغب الإطالة فيه , وإن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس يهيب بكل الحرص للعاملين بالمسجد النبوي ، والقوة الخاصة لأمن المسجد النبوي والجهات المساندة ، للعمل وفق هذه المعطيات وأمام هدفين رئــيــســيــن ، لتحقيق رغبة عموم الزائرين والزائرات في تمكينهم من الوصول إلى مبتغاهم وفق أيسر السبل وبما يحقق رغبة الجميع ورفع شعار ( أمن وسلامة الزائرين أولاً ) .
وإن من المعلوم أن الروضة الشريفة محدودة المساحة وتقدر بـ ( 333 ) متراً مربعاً وتتاح الصلاة فيها لمن سبق إليها ، وفي أوقات الذروة يُنَظَّم الدخول إليها ، بحيث يطلب ممن أدى السنة فيها الخروج منها ، ثم يفوج إليها مجموعة أخرى ، وهكذا حتى قبيل الصلوات ، أما السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فيتم دخول الزائرين من باب السلام ويخرجون من الباب المقابل وهو باب البقيع .
وبين العبيد أن هناك العديد من معوقات السلام تتمثل في : تكرار السلام من بعض الزائرين والرغبة من السلام من أقرب نقطة من شبك الحجرات والإطــالــة في الــســلام و رفع الصوت والتصوير أمام المواجهة ، ولحلها أو التخفيف منها يتطلب من الجهات ذات العلاقة بتنظيم الحج والعمرة عند منح التأشيرات لهم ، أو حتى الناقل لهم ، توعيتهم وإرشادهم إلى السلوك الأمثل .
وعن تنظيم دخول النساء إلى الروضة الشريفة والصلاة فيها فقد بين سعادته أنهُ : يفرغ ثلثا الروضة الشريفة بمعدل ( 200 ) متر مربع تقريباً من الرجال وكل ما يقابلها من الجهة الشمالية من البناء القديم ، وما يوازيه أيضاً من الجهة الغربية والحصوة الأولى و ( 70 % ) من التوسعة السعودية الأولى و ( 50 % ) من الجهة الشرقية من التوسعة السعودية الثانية توسعة الملك فهد يتم هذا التفريغ في ثلاثة أوقات يومياً ، ( وهي الأوقات التي فيها متسع بين الصلوات المفروضة ولا يوجد فيها أوقات للنهي عن الصلاة ) وهي بين الفجر والظهر ، وبين الظهر والعصر ، وبين العشاء والفجر يدخل النساء من مصلاهن الشرقي عبر خمسة مداخل كبيرة ، كل مدخل فيه بابان عرض الباب الواحد ( 4.60 ) م ، ومجموع سعتها ستة وأربعون متراً ويتم فتحها بالتتابع حسب الازدحام والحاجة.
وأردف " يسير دخول النساء وفق آلية منظمة يراعى فيها كثافة النساء واختلاف لغاتهن ففي الأوقات التي لا يوجد بها زائرات من خارج المملكة يكون الدخول بانسيابية وبدون تدخل بشري ، أما في أوقات المواسم (( موسم العمرة ، وموسم رمضان ، وموسم الحج )) فيرتب النساء في مصلاهن بحسب لغاتهن ويكون مع كل مجموعة مترجمة توجههن وترشدهن إلى بدء الدخول وآليته ثم ينتقلن جميعاً إلى قرب الروضة ثم يفسح المجال لكل مجموعة بالدخول إلى الروضة والصلاة فيها ، ثم تأتي مجموعة أخرى وهكذا حتى تنتهي المجموعات بنهاية الزيارة ، ويختلف ترتيب دخول المجموعات بين يوم وآخر حتى لا يظن تقديم صاحبات لغة على لغة أخرى ، ولئلا يكون الزحام عند باب واحد ويكون الدخول بمسار خاص والخروج بعد الانتهاء بمسار آخر ."
وأضاف أن مما ينبه عليه أن هذا الترتيب الذي أدى إلى زيارة النساء بسلامة وأمان دون تدافع أو سقوط على الرغم من الجموع الغفيرة التي تتجه إلى الروضة في كل زيارة قد تم خلال عشر سنوات واشترك في الترتيب له مع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي القوة الخاصة لأمن المسجد النبوي والجهات الأمنية الأخرى وأن مساحة الروضة على محدوديتها يصلي فيها الرجال والنساء في وقت واحد وأن مجموع اللغات التي يترجم لها خمس عشرة لغة مع وجود اللوحات الإرشادية باللغات المتعددة وأن الكبيرات في السن ذوات الاحتياجات الخاصة لهن ترتيب خاص فيدخلن بعرباتهن ويصلين في الروضة وتقدم لهن الخدمة المناسبة لهن ويتولى التنفيذ المباشر مشرفات وموجهات سعوديات يحملن مؤهلات عالية وتقام لهن دورات في حسن التعامل والحث على أداء العمل بصبر واحتساب ولا أحب أن أقول إن ما يؤدينه من عمل من أشق الأعمال ، وقلَّ من يصبر عليه .
وأشار الدكتور علي أن من صعوبات العمل ، محدودية المكان ، فالروضة كلها لا تتجاوز مساحة شقة أو منزل من منازلنا ولو جعلت كلها للرجال أو كلها للنساء فلن يحل المشكلة مع كثافة الزائرين والزائرات وعدم تقبل الزائرات الاكتفاء بأداء ركعتين فقط في الروضة وتكرر دخول الزائرات إلى الروضة دون مراعاة لأحوال الأخريات .
وفي ختام كلمته توجه سعادة الدكتور علي بن سليمان العبيد بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ، وسمو ولي ولي عهده وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على رعايتهم واهتمامهم بالحرمين الشريفين ، كما شكر صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدنية المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز على متابعته لكل ما يتعلق بالمسجد النبوي وتوجيهه المستمر بتذليل كل الصعاب والمعوقات فجزاهم الله خير الجزاء على ما يقدمونه للحرمين الشريفين .
وبعد ذلك شارك المستشار عبدالواحد بن علي الحطاب مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام بوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بعرض مرئي متكامل يبين خطوات زيارة الرجال للروضة الشريفة وكذلك زيارة النساء للروضة الشريفة خطوة بخطوة والعمل المشترك بين وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي وقوة أمن المسجد النبوي في إدارة هذه الحشود بطريقة استقامة الدخول والخروج للرجال وكذلك للنساء وتنظيم حركة هذه الحشود وتفكيك الكتل البشرية ليتحقق للجميع الزيارة بسلامة وأمان .
كما أشار المستشار الحطاب الى الجهود العظيمة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وشكر سمو أمير منطقة المدينة المنورة على عنايته واهتمامه بشؤون المسجد النبوي وأن المكتسبات العظيمة التي تتحقق من جهود وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي وقوة أمن المسجد النبوي هي محور السلامة ومبنية على الشرع المطهر المستمد من الكتاب والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.