هل تعرف تلك اللحظة التي تشعر فيها باختناق من دون يد تخنقك ؟
حينها تريد لو تخرج من غرفتك وتركض فارا إلى مكان ما تجهله !
تلك اللحظة التي يبدو فيها كل شيء ضخما عملاقا ! وتبدو مشاكلك التافهة كأنها مصائب وكوارث يشيب لها الولدان !
ويُخيّل إليك أنك تتقازم وحدك من دون الموجودات، فتجزع جزعا عظيما وتريد وقتها من يربت على كتفك أو يعانقك وتطمع أن يخبرك أنك تُبالغ، وأن كل شيء على ما يُرام، وأنك أفضلُ مما تعتقد ومشاكلك أهون مما تتخيل !
تلك اللحظة التي يقلّ فيها صبرك إلى حدود خطيرة فلا تطيق وحدتك ولا تريد استنشاق ذرة أُكسجين أخرى من هواء غرفتك لأنه مشبع بأفكارك وصورك التي حفظتها، ولا تريد النظر إليها مجددا
في تلك اللحظة تحسّ بالجدران الأربعة لم تعد تأويك بل تحاصرك !
والسقف لم يعد يظلك بل يستعدّ للانقضاض عليك وسحقك !
والساعة لم تعد تخدمك وتنظم أوقاتك بل تتحدّاك وتذكرك بحماس لا ينقطع أن الوقت يسبقك بأشواط طويلة !
فيا لها من لحظات مخيفة تلك التي تأتي الإنسان أحيانا إذا ما طفح ذهنه بالخواطر والحسابات الدنيوية التي لا تنتهي إلا أنها على وعورتها سريعة الزوال، وبخاصة إذا ذكر المرء ربه، ثم أبدل مكانه بمكان أحسن وأدعى للبهجة، فإنه لا يلبث قليلا حتى تأخذه دروب الحياة الملتوية، وتشغله المهام المتنوعة المتوالدة، فيبتعد عن سجن نفسه الضيق الصدئ، ويتذكر أن الحياة رحبة واسعة، وأن هناك بالخارج عالما فسيحا يضجّ بخلق الله العجيب، فإذا هو يعود لرشده ويثوب لنفسه مثلما يستيقظ النائم من كوابيس الليل، فيجد أنه لم يكن يعيش فيها كما غلب على ظنّه
الشعور بالاختناق نتيجة تضخم الفكره في العقل لتصبح وسواساً وهاجساً وهي فكره تم شحنها بمشاعر ضبابيه
انتفخت كبالون لايتسع له الصدر فيضيق عليك وكأن الارض ضاقت عليك بما رحبت .
اسأل نفسك ماهو منشأ هذا الضيق لماذا تشعر وكأن كل الجبال جثمت واستوطنت صدرك
ما الحلول الممكنه والمتاحة تدريجياً لحلحلة منشأ الضيق ؟
كيف تقزم مشاكلك و تجزئها لجزيئات صغيره ثم تقسمها حسب الاهميه والاولوية
واسأل الله دائما أين الحكمة من هذه المشكله وهذا الضيق وهذه الافكار واسأله ماهو الدرس الذي ستستفيده من كل هذا الكدر وانظر دوما للسبب والنتيجه كن صادق مع نفسك محبا لها عطوفاً رحيما اسع نحو مشاعر طيبه ومحيط طيب يخفف عنك وطأة هذا الشعور الخانق حتى تنجلي غيومك السوداء وتعود صحواً مفعماً بالحياة وكن دائماً لنفسك الخير وكن بخير
